الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

يَا أَهْلَ الحَقِّ : نَحْنُ فِي أَرْضِ البَاطِل



يَومٌ جديدٌ مُشرقٌ ، أبتسمُ وَأنا أخرُجُ من بابِ بيتنا إلى الهَواءِ العليلِ ، والسماءِ الصافيةِ ، وتلكَ الأشعةِ الذهبيةِ الدافئةِ ، وبينما أنا أسيرُ أمُرّ على بيتٍ مفتوحِ الشرفاتِ تسللت إليه يدٌ آثمةٌ فتركتْ إمرأةً تَصرُخُ لَم يَعدْ مَعها منَ المالِ أو كَرامَةِ النفسِ شئٌ قليلٌ ، وسائِقانِ تَركا عملهُما على سيّارتَيِّ الأُجرةِ كَي يَقْتُلا بعضَهُما البعضَ من فرطِ الغضبِ..

الآنَ إقترَبتُ منْ بوابةِ مدرستي : طُلابٌ وأساتِذةٌ وَيومُ علمٍ مُبارَكٌ – أو كذلك خِلتُهُ ، إلّا أنّ مَجمُوعَةً مِن ثَلاثَةِ أفرادٍ وقفت تُجرّدُ الطُلابَ مِن أَموالِهِم وَمَتَاعِهِم وَاحِداً تلوَ الآخر.. وأنا إعتدت الأمرَ فلا تَعجَب!

فتلك المَجموعَةُ كَانَت تُمارِسُ عليّ أنا نَفسَ الشَئِ مِن بِضعَةِ أَعوامٍ ، لَم تَمْسَسها يدُ العَدلِ بسوءِ قّطّ إذ يبدو أنّ يدَ العدلِ قد قُطعَت أو غُلّت منذ زَمَنٍ بَعِيدٍ..

وَاذكُرُ أيضاً ذلك الفتى ، نَعمْ فقد حَاولَ أن يَقْتُلني مَرةً ولكننا تَوَصّلنا إلى تسويةٍ فيما بيننا وكأنّ شيئاً لَم يَكُنْ.. أتعلمُ ما الذي يَصبُّ العَارَ فَوقَ رؤوسِنا صَباً ؟ أنّ مَن يُؤذَى لا يُقاومُ وَلا يَرتَفِعُ صَوتُهُ بِكَلمةِ حقٍ قَد تُرهِبُ عدُوّهُ ، وإنّما هُوَ إذْعانٌ تامٌ وإسْتِسْلامٌ لِحقيقةِ أننا في أرض الباطلِ لا الحق ، إذاً فما المانِعُ أن يُنتَهَكَ عِرضُ إمرأةٍ من نِساءنا أمامَ جموعِ الناسِ في وضَحِ النهارِ بقولٍ آثمٍ أو يدٍ دعَوتُ اللهُ أن يُحرِقها في نار جهنّمَ يومَ الحسابِ ؟

إمّا أنْ تقفَ لمَا عرضْتُ بقلبٍ لا يهابُ إلا ربّهُ ، وإلّا فإحملْ مّتاعَكَ وإرحَلْ فقاعُ الوَطَنِ قدِ إمتلأَ بالحثالةِ بالفعلِ ، فلو أنّ عدلاً قامَ في وطنِي مِن بضعةِ مئاتٍ من السنينَ لكنّا في وضعٍ آخر ، لعنَ الله الظالمَ ولعنَ الله من قَبِلَ بظلمٍ ولعنَ الله الصامتَ عنهُ ولعنَ ولعنَ ولعن..

وهَلْ سَقَطَتْ أُمَّتُنا أو تكادُ تسْقُطُ بغَيرِ الظُلمِ ؟ أما علمتَ أنَّ اللهَ يُهلِكُ دولةَ الظُلمِ وإن كانَت مؤمِنَةً ويتركُ دولَةَ العِدلِ وإن كَفَرَت ؟ أما عَلِمتَ أنَّ بالعدلِ تحيا الأممُ كريمةً في نَهضَةٍ بإذنِ رَبِّهَا ؟ وأوّلُ الظلمِ أنّنا ظلمنا انفُسَنَا بمعصيةٍ وذنبٍ وإفسادٍ في الأرضِ فظلمنا غيرنا فحقَّ علينا العذاب!

فمجدداً ومجدداً : ألا لعنةُ اللهِ على الظالمين.